العرض المناسب
Screen resolution 1024 by768 pixels - Highest (32) bi

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعده وتشرف علي نشره مجلة كراسي
http://www.kraassi.com/
مجلة إلكترونية تُعني بفنون وأدبيات الكراسي
تصدر أول كل شهر
رئيس التحرير : فتحي العريبي
CV
فنان تشكيلي - كاتب ليبي مستقل


 


ااا علي صدقي عبد القادر ااا
شاعر أسطوري من بلد الطيوب

 




 

  

عندما يكون ظل الشجرة
 علي الأرض يلهو
 يتسلل جذعها علي أصابعه
 ليضاجع الشمس
 اخلطي أشياءك بي
 لنقتسمها
 
لنا كلها معا (1)


 

من طقوسه أنه لكل الأجيال ، ولا ينام عندما يسافر ، يُنشد الحب ويُريد الحياة بنفحة واحدة ، اكتشفتُ عندما زرته أول مرة ، أنه يحتفظ بأشياء بدت لي بسيطة ، عقب سيجارة ، حذاء ، صورة رسمتها له فنانة في باريس دون علمه ، ربطات عنق لا يلبسها ، لأنه لبسها مرة في سهرة مع من أحب واحتفظ بها ليشم فيها رائحة تلك السهرة .

لم يعثر أبدا علي قضية مقفلة ، والحب عنده لا يفسر ، والشعر لا يفسر ، والفرح لا يفسر ، والطفولة كذلك لا تفسر وما لا يفسر أيضا تلك الأشياء التي بين الحقيقة والكذب .

لا يريد أن يعيش ألف سنة -  هذا بتقديره نصب  - يريد أن يحيا في قلوب الناس إلي ما لانهاية  . والسؤال  : من هو الشاعر الطفل :  علي صدقي عبد القادر ؟

الجواب الذي توصلت إليه ضمن صور هذا السيناريو ونصوصه الشعرية  يخص العشاق وحدهم ولا يضيف معلومة تذكر لهواة جمع ببيلوغرافيا عصافير البراري وفراشات الحقول  !! فماذا يقول هذا الجواب ؟

هو الابن الشرعي للبحر ، ولدته موجة حينما داهمها مخاض مفاجئ وهي تتسكع مع رفيقاتها عند سور القلعة العتيقة.


 


 

كان شعاعًا خرافيا بكل المقاييس المدونة وغير المدونة ، لم  يصرخ كالأطفال لحظة الميلاد بل علي العكس من ذلك خرج من زبد الأمواج مبتسما ويقظا ومنتبها لما يموج حوله ، يسترق السمع إلى صفير البواخر المختلطة بأصوات طيور النورس وإيقاع دقات ساعة الميدان في سوق المشير  في طرابلس .

ولأنه كان طفلا خرافيا  لم تأت علي ذكره ميثولوجيا الأولين ، فقد أنقلب إلى عصفور ملون من عصافير الشواطئ الصخرية ، تعلق بأقرب مركب من مراكب الصيادين العائدين لتوهم من الأعماق البعيدة ، هيأ أجنحته الشفافة للطيران ونفض من علي جسده النحيل ما علق به من رذاذ المياه الطازجة وطار صوب منطقة الهضبة يستكشف الأنحاء المجاورة ، وشيئا فشيئا أختفي عن الأنظار .

حلق طويلا فوق بساتين النخيل في قرية سوق الجمعة وقفل عائدا من حيث طار ، عاد إلى الميناء وفي طريق عودته قابلته حمامة ( نيسية ) زرقاء اللون من حمائم القلعة هي التي نصحته بالتوجه إلى المدينة القديمة طالما أنه ينشد مكانا يتمتع بالسكينة واللون الأبيض والعيون السود المسكونة بالحنان  .

وهناك وجد نفسه وطاب له المقام في الحواري المتعرجة ذات الحيطان الواطئة والأنفاس الطيبة ، وفي حارة بذاتها تجرع لوعة الحب لأول مرة ، أحب ( سالمة )  صبيا مراهقا أول ما أحب وبكي عند عتبة دارها ، كما عشق ( زينب )  وتنهد  تحت شرفتها وناح لها مع الحمام الأبيض نوبات مألوف كثيرة .

 


 

ووقع كذلك في غرام ( فاطمة ) التي تعرفت عليه في معرض فوتوغرافي أقيم لصديق له في الجامعة ، رسم في عشقها قصائد حب بصوت مسموع وهي التي كانت تود أن يكون حبها سرًا وفي غاية الكتمان ، فلم يتقيد كعادته بهذا الشرط التعسفي وتمادي في ذكر اسمها في مطلع قصائده الجديدة .

غضبت ( تيما ) ، غضبت وسدت في وجهه خطوط الهاتف وصندوق بريدها ، بل رجته أن يعيد إليها رسائلها الزرقاء وتبين له من تصرفاتها الجافة في أمسياته الشعرية التالية أنها قد تخلت عنه نهائيا وأن عينها بالفعل قد وقعت علي ( غراب قروي )  تتوافق تطلعاته مع طموحاتها في اقتناص المواقع الأمامية ، وكان لها ما أرادت بسبب ثقافتها الرفيعة وتعليمها العالي ومقدرتها الفائقة في الكلام علي تحويل الطين إلي عجين أعني إلي أرغفة شهية تغري السذج والمبهورين.

وهكذا خرجت ( تيما ) مبكرًا من دائرة الشمس وملاعب الطفولة إلي غير رجعة ليستقر بها المقام مؤقتا علي كرسي وثير متحرك تعاقب الجالسون عليه كثيرا من دون طائل أو فعل إيجابي يذكر :

أقسمت أن أبوح بالسر
ولو لربع وجهي
وإذ ينام الناس
ألبس الجناحين وأطير إلي جزيرة ليس بها شرطة أو نقود
الناس فيها يعرضون الحب

 
الشعر بالمجان ، خبزهم قُبل
ومصباحهم في الليل أغنية
رأوا هويتي ، خصلة شعر فاطمة
هتفوا
 : ليحيا الحب


 


 

أما  ( مريومة ) تلك الفتاة -  الزوارية -  التي كانت في ثلاثينيات عمرها هي من دون غرامياته العديدة التي جعلته يبكي من أجلها بحرقة بسبب أنها تزوجت البحر في غفلة منه فقد ذهبت مع أسرتها للتصييف عند شواطئ  تاجوراء  وهناك أغرتها دوامة لعوب بنشوة العوم أودعتها أخيرا في الأعماق السحيقة ، وعلي أثر هذه الفاجعة أنفجر يهذي باسمها شعرا ويكلم نفسه في الطرقات العامة ولا يعبأ بالمارة ولا بكلام الناس إلى أن ساءت حالته وفقد صوابه وطفق علي غير هدي يقول :

وكم من رؤى بسريري تطوف
إذا الليل عسعس في غرفتي

 
رؤى المارد الغول يلقي الشرر بقامته الحانية
بعينين كالجمرتين اشتعالاً
يجيلهما فوق رأسي


 


 

وفي ليلة غاب فيها القمر شرع يستدرج قصيدة في حبه للفقيدة  ( مريومة ) لم يفلح في اقتناصها كما يشتهي فمزق أوراقه وحطم كأسه الفارغ علي شفتيه ، فسال دمـه علي وجهه غزيرا وسقط مغشيا عليه فاقد الوعي فهبت نجمة من عليائها لنجدته ووضعته في حضنها ، غسلت له وجهه وجففت دموعه وأطعمته من عندها لوزا وخوخا غير انه لم يتوقف عن ( الهِتر والهلوسة )  واعترف ليلتها للنجمة قائلا :

كم أشتهي أن أضمها ضاحكًا
أو باكياً ، أو خائفًا
ذا لا يهم ما دمت متحدًا معها كطفل تدمع عينيه
ولسانه يمتص حلواء
وأدس أنفي فوق نحرها
لأشم عمري


 


 

ابتسمت له النجمة بحنان وافر وقبلته في وجنتيه وطيبت مشاعره المرتعشة بوردة طرابلسية نافذة الأريج وضعتها علي صدر قميصه جهة القلب كأيقونة سحرية منحته فيما بعد فتوة الحياة المتوهجة وطول العمر لتفجر في روحه ينابيع الشعر البديع ليصبح من حينها شاعر الشباب وأميرا للشعر الليبي عبر كل العصور والطفل الأسطوري ، طفل المدينة القديمة المدلل  ، الطفل الشرعي لسيدنا البحر وأمنا الموجة .


 

يحيا الحب
أجل ليحيا علي صدقي عبد القادر
صدقي .. المرسوم فوقَ نجومِ الصيفِ
وفوقَ رمالِ شواطينا
صدقي .. الموجودٌ في كلماتِ الحبِّ
وفي أصواتِ
مُغنّينا
صدقي .. الآن قد  نامَ  قليلا ، وإن رجعتْ

أسرابُ الطيرِ
سيصحو
من غفوته
ويأتينا
(2)

قصيدة - بلد الطيوب

شعر : علي صدقي عبد القادر
ألحان : علي ماهر
غناء : محمود كُريم

بلدي وما بلدي سوى حقق الطيوب
ومواقع الإقدام للشمس
اللعوب
أيام كانت طفلة الدنيا
الطروب
فالحب والأشعار في بلدي
دروب
والياسمين يكاد من ولهٍ يذوب، ولا
يتوب
الناس في بلدي يحيكون
النهار
حباً مناديلاً وشباكاً
لدار
والفلُّ يروي كل ألعاب
الصغار
فتعالَ واسمع قصة للانتصار
.. للشعب
للأرض التي تلد
الفخار
تلد
النهار
الليل في بلدي تواشيح
غناء
وقباب قريتنا حكايات
الإباء
وبيوتنا الأقراط في أذن
السماء
بلدي ملاعب أنجم تأتي
المساء
لتقول هذي ليبيا بلد
الضياء
كرم
وفاء


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 أضغط علي زر تشغيل الصوت
للاستماع إلي قصيدة : بلد الطيوب

 
 

(1)- من قصيدة للشاعر -  وتكون الريح محايدة
(2)- بتصرف عن قصيدة : الهرم الرابع  -  نزار قباني


 

هذه اللقطات متوفرة بأحجام كبيرة
( بالأسود والأبيض - B&W وبالألوان)
وبنمط ملفات : PSD ومن دون الكتابة عليها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الملكية الفنية محفوظة ©



 
أضغط مشكورا علي هذه الصورة
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 وأكتب ما تشاء من انطباعات وتعليقات حول هذا العرض ومجلة كراسي



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العودة إلي دليل متحف الصورة الليبية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

جميع الحقوق محفوظة لـ  مجلة كراسي www.kraassi.com ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذه المجلة والمنشورات الصادرة عنها إلا بإذن كتابي ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .

 كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميع لغات العالم
 المتخصصة في أدبيات وفنون الكرسي والكراسي


قال صاحب العقل
بالليبي الفصيح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 كرسي قديم جاه جديد محاه نين تأثيره أغبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 اللي ما تردي مات أصحاب الكراسي راحوا  كلهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




 الهواتف الجوالة والأرضية
 والبريد الإلكتروني
 وصندوق البريد
 تجدونها
بالضغظ

علي هذه الصورة
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 الصفحة الرئيسية
 Home


 ^ ^ الانتقال إلي أعلي الصفحة ^ ^