المغامرة التونسية
المفكر العربي العلامة : ابن خلدون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 06 ديسمبر 2007 - 17 ديسمبر 2007 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  تحقيق وتصوير    فتحي العريبي 
 




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن خلدون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





علي رأسه الطير

 


 

فيما كنت متوجها ذات صباح إلي مقر ( بيت الشعر ) في منطقة باب سويقة ، كان لابد لي وكما تقتضي هذه المغامرة أن أسلك طريقي سيرا علي الأقدام  من خلال شارع الحبيب أبورقيبة ، وفي نهاية هذا الشارع لمحت يمامة تقف علي رأس تمثال العلامة الشهير : ابن خلدون . فلم أتأخر في تصويرها .

وتذكرت علي الفور التعبير الشهير : ( كأنّما على رؤوسهم الطير ) ذلك التعبير الذي يراد به أنّهم يسكنون فلا يتحركون ، ويَغضّون أبصارهم ، والطير من سلوكه لا يقع إلاّ على ساكن.

ليس هذا فحسب ، إذا يقال للرجل إذا كان حليماً وقوراً
: إنه لَساكنُ الطير ، أي كأنّ على رأسه الطير لسكونه . ومن ذلك أيضا أن : الحديث الذي يروى : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا تكلّم أطرقَ جُلَساؤه كأنّما على رؤوسهم الطير.


 

  

وحينما اقتربت من هذا التمثال المهيب والوقوف في مواجهته فرت اليمامة هاربة وغابت بعيدا في جو السماء ما يمسكها إلا الله ، فتحول اهتمامي إلي فعل تصوير التمثال من عدة زوايا ومن مختلف الجهات التي تسمح بالتقاط الصور بشكل جيد ومريح .

ولكي تأخذ هذه المغامرة منحي ثقافي عميق ، أمضيت مساء هذا اليوم بمقهى الإنترنت الذي ليس ببعيد عن فندقي : ( صلاميو ) في نهج اليونان ، بحثا عن كل من يتصل بالعلامة الكبير ابن خلدون .. وفيما يلي حصيلة هذا البحث  مرفقا بروابطه الإلكترونية التي تفضي بدورها إلي المزيد من المعلومات حول ابن خلدون .


 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلاّمة الكبير ابن خلدون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   

هو واحد من أعظم المفكّرين المسلمين ، ولد بتونس سنة 1332 م الموافق لسنة 732 هـ  وتوفي بمصر سنة 1406 م الموافق لسنة 808 هـ. (*) .

يعود أصله إلى عائلة
عربية هاجرت إلى اشبيليا و لعبت دورا كبيرا في تاريخ هذه المدينة العربي. و يورد ابن خلدون مفتخرا بماضيه الأندلسي قائلا:
( و لمّا دخل خلدون بن عثمان جدّنا إلى الأندلس ، نزل بقرمونة في رهط من قومه
حضرموت ، و نشأ بيت بنيه بها ، ثمّ انتقلوا إلى اشبيلية . و كانوا في جند اليمن. )

وقد شاع ذكر عائلة ابن خلدون على امتداد القرن الثامن إلى أن أصبحت هذه العائلة في
القرن العاشر من أعرق العائلات باشبيليا فأصبح لاسم عائلة بني خلدون وقع كبير سواء في اشبيليا أو في المناطق المحيطة بها . و لما استعاد ملوك اسبانيا السيطرة على هذه المدينة نزح أجداد العلاّمة إلى سبتة ثم إلى تونس.

ارتحلت جل العائلات المرموقة ذات التقاليد الأدبية و العلمية على غرار عائلة ابن خلدون و انتقلت من خدمة ملوك الأندلس لتحط الرحال في بلاطات الحكّام المحليين لافريقية .

تلقّى ابن خلدون تعليما كاملا كما هي العادة في عصره فأتقن علوما عديدة و برع في اللغة العربية و هو نفسه يذكر أنه قد درس القرآن و العلوم العقلية كالرياضيات و المنطق و الفلسفة. كما ألمّ بالفقه و الشريعة الشئ الذي مكّنه من الانخراط في خدمة العديد من حكّام افريقية .

 و بعد قضاء سنوات في خدمة هؤلاء الحكّام ، ركب ابن خلدون البحر مهاجرا الى أرض أجداده الأندلس لينزل عند سلطان غرناطة آخر الممالك الأندلسية .

 و هناك توطّدت علاقته بالوزير ابن الخطيب الذي سبق أن تعرّف عليه في بلاط بني مرين بفاس .

 و لما حظي بثقة السلطان الغرناطي ما لبث أن أرسله هذا الأخير في مهمّة دبلوماسية لعقد معاهدة سلام مع الملك الطاغية بطرس الأوّل .

و بعد سلسلة من المكايد والفتن التي حيكت ضده في بلاط غرناطة آثر ابن خلدون الرجوع الى افريقية و اختار قلعة ابن سلامة بالجزائر ليقيم بها ويباشر كتابة مؤلّفه الشهير : المقدّمة .

 واختار عنوان ( كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيّام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ) ، لمؤلّفه الجليل ، و ينقسم هذا الكتاب الى ثلاثة أجزاء :

 
الجزء الأول : و هو المقدّمة و فيها تأمّلات عميقة حول الحضارة الإنسانية  ثم الجزء الثاني و يهتمّ بتاريخ الأمم الممالك و أخيرا الجزء الثالث و هو عبارة عن سيرة ابن خلدون الذاتية و فيها يستعرض قدراته و مواهبه العلمية
.

أما المرحلة الأخيرة من حياته فقد قضاها ابن خلدون في القاهرة عاصمة دولة المماليك التي كانت تضمّ آنذاك الشام و مصر . و يصف لنا القاهرة قائلا : ) فرأيت حضرة الدنيا و بستان العالم و محشر الأمم و مدرج الذر من البشر و إيوان الإسلام و كرسي الملك .(

و هناك خصّص جزءا كبيرا من وقته للمطالعة و الكتابة الى جانب شغله لمنصب القضاء وإلقائه دروسا في جامع الأزهر أوّل جامعة أسّست بالقاهرة:  ( فجلست للتدريس بجامع الأزهر منها . ثمّ كان الاتصال بالسّلطان ، فأبرّ اللّقاء ، و أنس الغربة ، و وفّر الجراية من صدقاته ، شأنه مع أهل العلم ) .

ثم توجّه مع السلطان المملوكي الى الشام بعد أن حاصر تيمورلنك المغولي دمشق و هناك لقيه ابن خلدون و تحاور معه كمحاولة لإنقاذ المدينة و تجنيبها ويلات الحرب .

 
و في سنة 1406 توفي العلاّمة تاركا مؤلّفه الجليل ( المقدّمة ) التي ترجمت الى لغات العالم و التي مازالت تشدّ الانتباه الى يومنا هذا
(**)  .


        


 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  
روابط لها صلة بهذه المغامرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) - نقلا عن الرابط التلي :
http://www.ibnjaldun.com/index.php?id=71&L=8
والذي يحتوي كذلك علي :
(1)-
ابن خلدون شاهد على عصره
(2)-
أهم الأحداث التاريخية في عصر ابن خلدون ( القرن الرابع عشر  )
(3)-
المقدّمة ابرز ما كتب ابن خلدون
(4)-
مراجع للتوسّع و المطالعة
(**)- ولمن يرغب في تفاصيل أكثر نحيله إلي هذا الرابط :
http://www.ibnjaldun.com/index.php?L=8

 

           

تفضلوا مشكورين بالتوقيع في  سجل الملاحظات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 سجل الملاحظات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 للاستماع للموسيقي وعرض الصور
نشط الصفحة بالضغط علي مفتاح : F5


 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرشيف المغامرة التونسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحق ثقافية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 أرشيف المجلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 التعريف بها وشروط النشر علي صفحاتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
سجل الزوار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
للاتصال بنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الصفحة الرئيسية - home
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

جميع الحقوق محفوظة لـ  مجلة كراسي www.kraassi.com ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذه المجلة والمنشورات الصادرة عنها إلا بإذن كتابي ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .

كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميع لغات العالم
المتخصصة في أدبيات وفنون الكرسي والكراسي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
كرسي قديم جاه جديد محاه نين تأثيره أغبي
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
اللي ما تردي مات أصحاب الكراسي راحوا  كلهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 
^ ^ الانتقال إلي أعلي الصفحة ^ ^